يوم بطولي في القدس
نشرت اليوم 17 آذار 2010 الصحف الفلسطينية الصادرة في رام الله والقدس, وخاصة صحيفتي (الحياة الجديدة) التابعة للسلطة الفلسطينية وجريدة (القدس) المقدسية الاوسع انتشارا في الضفة الغربية وقطاع غزة اخبارا هزيلة ومنقوصة اعتمدت فيها على اقوال المتحدث العسكري الاحتلالي حول احداث المواجهات العنيفة التي دارت يوم امس ما بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس المحتلة. والتي وصفت بانها المواجهات الاعنف ما بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي منذ سنوات ما بعد اندلاع انتفاضة الاقصى. وكانت السلطة الفلسطينية قد اصدرت تعليماتها الى الصحف اليومية بعدم التركيز على اخبار المواجهات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين في القدس, معللة ذلك بدعوة حكومة حماس “الغير شرعية” الى تلك المواجهات وذلك على حد مزاعمها وقولها
كما منعت السلطة الفلسطينية الجماهير الغاضبة في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية من التظاهر والتضامن مع القدس ومقدساتها وسكانها. واقامت المزيد من الحواجز العسكرية داخل (الكانتونات) الصغيرة الخاضعة لسيطرتها المزعومة, حيث منعت الفلسطينيين من الاقتراب او التوجه الى المناطق الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية في المدن الفلسطينية
وانتقد النائب في حركة “فتح” ومسؤول ملف القدس المحتلة، حاتم عبد القادر، حكومة تسيير الأعمال برئاسة سلام فياض قائلا: “انها تمنع الإحتجاجات وتمنع وصول الفلسطينيين في الضفة الى مواقع المواجهات, وذلك بما لا ينسجم مع خطورة الأوضاع المعاشة في القدس والضفة الغربية المحتلتين
وطالب عبد القادر السلطة قائلا: “يجب أن يترك للفلسطينيين الهامش للتعبير عن غضبهم ضد ما تقوم به إسرائيل في القدس وافساح المجال امامهم للتضامن مع المقدسيين الذين يتصدون بصدورهم العارية لإجراءات الإحتلال القمعية وتهويد القدس وتدنيس مقدساتها وتهويدها وتطهيرها من الوجود الفلسطيني
وقال عبد القادر: “ان الظروف التي خلقتها الحكومة الفلسطينية لا تمكنهم من حرية التعبير والإحتجاج، ومحذرا من استمرارية الاوضاع الراهنة التي ستؤدي في نهايتها الى الإحتقان والتصعيد وتفجير الوضع في الضفة الغربية
هذا فيما رد الناطق باسم الشرطة الفلسطينية والمتحدث باسم الجنرال الامريكي كيث دايتون والشرطة الاوروبية (كوبس) اللواء (عدنان الضميري) على تصريحات عبد القادر وقال: (أن المعركة موجودة في القدس، وليس في غيرها. ومن يريد أن يواجه الاحتلال فليذهب إلى القدس. ولكننا لن نسمح في نقل المواجهة الى المناطق الخاضعة لسيادة السلطة الفلسطينية, ويقصد (الكانتونات الصغيرة مقطعة الاوصال التي يسرح ويمرح فيها الجيش الاسرائيلي تحت بصر وحماية السلطة الفلسطينية). وفي الوقت الذي الذي منعت فيه السلطة الفلسطينية مسيرات التضامن في الضفة الغربية فقد انطلقت المسيرات تجوب شوارع المدن في مختلف انحاء العالم تضامنا مع القدس ومقدساتها
ويعكس التصريح الخطير الذي ادلى به المسؤول “الدايتوني” عدنان الضميري مدى المؤامرة الخطيرة التي يتبناها ذلك الجسم الهزيل الممثل في السلطة الوطنية ورموزها ممن يعملون تحت غطاء السياسة الامريكية ومخابرات الشرطة الاوروبية والاسرائيلية من اجل الحفاظ على المستوطنات وامن اسرائيل وضمان وصول المساعدات المالية التي تغذي الحسابات البنكية للقطط السمينة وتزيد من فرص استثمارات مشاريعهم الخاصة, وذلك على حساب الشعب الفلسطيني وارضه وثوابته وحقوقه الوطنية المشروعة
وعلى الرغم من الاجراءات التعسقية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية للحيلولة دون السماح للمواطنين من التضامن مع القدس ومقدساتها. فان المواجهات البطولية التي دارت ما بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني من شارع الى شارع. وفي ازقة البلدة القديمة وضواحي المدينة المقدسة والمدن المحيطة بها قد سجلت سطورا نضالية تاريخية ووصمة عار على جبين السلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي والحكام العرب
ففي مدينة القدس المحتلة عم الاضراب التجاري الشامل اسواق المدينة احتجاجا على افتتاح (كنيس الخراب) القريب من المسجد الاقصى ودعوة امناء جبل الهيكل الى اقتحام المسجد الاقصى. وقد اغلق الشبان الشوارع والطرقات بالمتاريس الحجرية وحاويات النفايات واشعلوا اطارات السيارات في كل مكان. وقد اندلعت مواجهات عنيفة بين مئات المتظاهرين وعناصر الشرطة الاسرائيلية وجنود الاحتلال الذين ردوا على المتظاهرين بقنابل غاز الاعصاب المحرم دوليا والرصاص الحي والمطاطي مما ادى الى اصابة ما يزيد على 100 مواطن بينهم 49 إصابة بالرصاص المطاطي، وسبعة أصابات في العيون, وقد أصيب صحافي اجنبي يدعى (دانييل) بالعيسوية اثناء قيامه بتصوير الاحداث, كما اصيب مواطن آخر في الرصاص الحي في بلدة ابو ديس. وأكد شهود عيان بأن جنود الاحتلال أطلقوا النار من مسافة تقل عن نصف متر على ساق فتى (17 عاما) بعد اعتقاله واعتدوا عليه بالضرب، وتركوه ينزف في المكان الى ان تمكنت طواقم الاسعاف من نقله إلى احد المستشفيات للعلاج. هذا كما ادت المواجهات الى وقوع ثماني اصابات في صفوف شرطة العدو الصهيوني وتكسير عدد من الحافلات التي تقل المستوطنين
وفي الوقت ذاته فقد نجحت قوات فرق الموت الخاصة المعروفة بالمستعربين بالتغلغل وسط المتظاهرين بعد ان تنكر افرادها بلباس المتدينيين المسلمين فالصقوا اللحى المستعارة على وجوههم واعتمروا قبعات الحجاج المسلمين ثم ما لبثوا لن اعتقلوا ما يزيد على ثلاثين متظاهرا بعد ان اشهروا المسدسات في وجوههم. وكانت قوات الاحتلال قد زجت بتعزيزات عسكرية وشرطية وكلاب متوحشة وسط المدينة. وقد امتطى المئات من افراد الشرطة الخيول. فيما اعلنت سلطات الاحتلال عن اغلاق الضفة الغربية وفرضت حصارا مشددا عليها
وفي حي الصوانة والطور في القدس تمكن العشرات من المتظاهرين الفلسطينيين من اقتحام البؤرة الاستيطانية “بيت اوروت” وأزالة الاعلام الاسرائيلية وحرقها وتحطيم كاميرات المراقبة الموجودة فيها
No comments:
Post a Comment