ساق صناعية في أوشفيتز الفلسطينية
إقرا المقال باللغة الانجليزية
يوم الاثنين الرابع عشر من شهر آذار 2010 الساعة التاسعة والربع صباحا وعلى معبر قلنديا باتجاه الدخول إلى القدس على بوابة رقم (2) اجبرت المجندة الاسرائيلية الاحتلالية الصهيونية المتوقفة على البوابة فتاة فلسطينية على خلع بنطالها أمام الناس الذين زاد عددهم على الف شخص. الفتاة المريضة التي تسير على قدم اصطناعية مثبتة ببراغي معدنية, كانت تحمل تصريح صادر عن مكتب التنسيق المخابراتي العسكري الاحتلالي في بيت ايل يسمح لها بدخول القدس من اجل استكمال علاجها – بمعنى ان الفتاة ليس لديها اي تهمة امنية او جنائية -
وعلى بوابة معسكر (اوشفتس 2) الصهيوني المقام على مدخل مدينة رام الله حيث مقر اقامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزراءه حلفاء المؤسسة الصهيونية الذين يحملون بطاقات ال (في اي بي) رن جهاز الانذار لدى مرور الفتاة المريضة التي تسير على قدم اصطناعية مثبتة ببراغي معدنية
[use Open Image in New Window or click on small picture to see pictures enlarged in full]
وبكل براءة كشفت الفتاة عن حذائها الخاص بالمعاقين وقالت للمجندة ان لديها قدم مثبتة بالبراغي المعدنية. كان يكفي ان ترى المجندة النازية قدم الفتاة وتصريحها الصادر عن القيادة العسكرية الاسرائيلية من اجل ان تسمح لها بالمرور. الا ان المجندة الاسرائيلية استأسدت وتحولت الى شيطان يصرخ في وجه الفتاة التي رفعت ساقها الاصطناعية لتريها للمجندة التي تحميها قوات سلطتنا الوطنية. (ولو قدر الله واصيبت المجندة بمكروه فان قوات اللواء عدنان الضميري تحت امرة دايتون ستنبش الارض بحثا عن الجاني الذي انتهك امن واتفاقات السلطة الفتية وستنسق مع حليفها الاسرائيلي من اجل قتل الجاني ونسف بيته). الا ان حليفة سلطتنا الوطنية لم تقتنع برؤية القدم الاصطناعية, مما اجبر الفتاة على خلع حذائها ووضعه في آلة الفحص الالكترونية. ومع ذلك لم تقتنع المجندة وواصلت صراخها في وجه الفتاة وأمرتها ان تخلع بنطالها امام طوابير الموقوفين على الحاجز ولم تسمح للفتاة بالدخول الى غرفة التفتيش الخاصة بمعسكر (اوشفيتس الصهيوني) لكي تتلذذ بتعذيبها على انفراد. واصرت المجندة على خلع الفتاة لبنطالها امام الجميع.
نعم لقد خلعت الفتاة بنطالها كاملا امام طوابير الموقوفين على مدخل التعذيب لمعسكر (اوشفتس النازي) المقام على مسافة قصيرة من مقر الرئيس الفلسطيني ورجاله الذين يحملون بطاقات ال (في اي بي) كرشوة من اجل قبول مزيد من الاذلال لهذه الفتاة المريضة وغيرها من مئات الآلاف من المرضى والطلبة وابناء الشعب الفلسطيني, وشاهدت المجندة قدم الفتاة الصناعية كما شاهدها جميع الرجال والنساء الموقوفين في الطوابير على الحاجز. لقد احست الفتاة بالاهانة المتعمدة وانتهاك خصوصيتها فبكت وبكت معا مرافقتها . بكت الفتاة امام الجميع الذين ودوا لو تزول اسرائيل ومعها السلطة الوطنية في آن واحد. تلك السلطة التي جاءت شعبها بالبؤس والفقر والحواجز والمآسي من اجل ان يتربع وحوشها على عرش السلطة ينهبون ويسرقون ويبيعون مقدرات الشعب الفلسطيني. قبل مجىء السلطة لم يكن معسكر (اوشفيتس 2) مقاما على مدخل قلنديا
ويصف الصحفي الفلسطيني نضال الحمد البوابة العسكرية الصهيونية رقم 2 المقامة على مدخل مخيم قلنديا بقوله: البوابة رقم 2 تشبه بوابات معسكرات الاعتقال الجماعي في اوشفتس وتريبلينكا ببولندا في زمن هتلر والنازية ، كما تشبه من بوابات معسكرات النازية غيرها في اوروبا . هذه المعسكرات التي عذبت وقتلت وشردت اليهود الاوروبيين لاسباب عنصرية ، دينية و استعلائية .. هناك احتجز النازيون اليهود وعذبوهم وقتلوهم ببطء شديد تماما كما يجري في نفس الصورة ونفس المشهد ونفس العنصرية والاستعلاء والذل والتسلط والقمع والتنكيل والتعذيب والتفنن في الاجرام . لكن الضحية في هذه المرة ليست يهودية اوروبية ، بل فلسطينية عربية ، في حين أن المجرم لم يعد ألمانياً نازياً ، ولا فاشياً اوروبياً ، بل يهوديا صهيونيا ، يحمل كل حقد الدنيا في صدره .. هذا الصهيوني الذي احتل أرض فلسطين ، طرد وشتت اهلها ، شتته بعدما اقام دولته على انقاض المدن الفلسطينية. هذا الصهيوني من عصابات الهجانا والبلماخ و … لا يعرف شيئا عن قوم وارض كنعان ولا يعرف شيئا عن أحفاد سام بن نوح، ولهذا فقد احتكر السامية لنفسه ، وصار كل من يكشف نازيته وجرائمه يتحول بفضل أمريكا واوروبا الى معادٍ للسامية. اقرأ بقية المقال
انها معادلة صعبة. فهل تكون ممارسات الصهيونية في فلسطين هي بداية النهاية لاسرائيل؟ الاجابة على هذا السؤال صعبة للغاية. ولكن كل من يعيش الذل وامتهان الكرامة اليومية في فلسطين يتمنى زوال المؤسسة الصهيونية الاسرائيلية ومعها حليفها في السلطة الوطنية التي اصبحت كابوسا يظلل حياة المواطنين الفلسطينيين بدلا من ان يبعث فيهم روح الحياة والامل
No comments:
Post a Comment